إلى إمام الوطن السّيّد موسى الصّدر في ذكرى تغييبه
البروفسور محمد توفيق أبو علي
مجلة ضياء الفكر للبحوث والدراسات
العدد الأول
ص ص 117 – 118
القصيدة:
يا إخْوة الصِّدّيق… ما العذرُ؟
في القاع يُرْمَى؟ صاحتِ البئرُ
لبنانُ قلْ: طعنُ الرِّماح طغى
فمتى يؤوب إلى الحشا الصّدرُ؟
موسى كليمُ الحقِّ في بحَرٍ
لمّا رمَوْهُ، اخْشَوْشَعَ البحرُ
ولأنتَ للمحروم غاديةٌ
ضُمَّ العباءةَ، يُخصبِ العمرُ
ولأنتَ للأحرار قافيةٌ
بِرَوِيِّها يُستمطرُ الشِّعرُ
عيناكَ للصبحِ البهيِّ سنًا
وعلى ضفافِكَ يُغسلُ الطُّهرُ
ويداكَ للغَرْسِ الجنيِّ حِمًى
نورًا غرستَ؛ ليبزغَ الفجرُ
شاخ السؤالُ، وعِيلَ من كَمَدٍ
صبرًا على أحزاننا الصّبرُ
لوّعتنا… فإلام؟ قل، ومتى
ينزاحُ عن صبواتنا القهرُ؟
في نأيكَ الدامي البغاثُ عَتَوْا
فمتى رجوعُكَ، أيُّها النَّسرُ؟
تشكو العنادلُ صمتَ حَنْجَرةٍ
فارْجعْ إلينا، تصدحِ الطّيرُ
يا سيّدي، هذا صدى وجعي:
أحلامنا يقتاتها الذّعرُ
سُفِكتْ أمانينا فدى صنمٍ
للطّائفيّة دينُهُ الكفرُ
أوَليسَ للأوطانِ مِنْ ذممٍ ؟
فكفى… كفى، فلْينتهِ المكْرُ
شربوا الدماء سُلافةً، وقَضَوْا
أمستْ حلالاً، هذه الخمرُ
يا سيّدي، هذا صدى وجعي:
في موطني قد عشّشَ العهرُ
قتلوا عليًّا، أثخنوا عُمَرًا
صاروا كتغلبَ ثأْرها بكرُ
فكفى… كفى: فينا معًا سُوَرُ [م]
القرآن، فتْحُ اللهِ والنّصرُ
بيروت 31 آب 2023